إنت صعيدى لا يفتح الله يا سيدى !!!
العنصرية هي السلعة الوحيدة التي ننتجها ولا نستوردها
أنت عنصري، أيوه أتحدث إليك أنتَ أو أنتِ، أعرف أنك تأثرت جداً
وأنت تشاهد تلك الحملة الشرسة التي تمارس ضد منتقبات أوروبا،
وأعرف أيضاً أنك لعنت -بكل أنواع السباب التي لا يعاقب أو يعاقب عليها
القانون- أولئك الأوروبيين الذين يستكثرون على المسلم حقه في الحياة...
بس برضه ما يمنعش إنك عنصري...
فكّر كويس.. ماحصلش في مرة إنك منعت ضحكتك بصعوبة على شخص
أسمر البشرة في مترو الأنفاق يتحدث إلى صديقه بلغة لا تفهمها، أو مارست كل
أنواع الكوميديا على ذاك الزي الصعيدي الذي يغوص فيه هذا الجنوب
ي الذي يسير وزوجته في شوارع العاصمة مبهورين بضخامتها وازدحامها،
أو ضربت أمك صدرها بهلع عندما علمت أن شخصاً نوبياً تقدم لخطبتكِ "بكسر الكاف"
قائلة في استنكار: بنتي ما ياخدهاش... بينما أنتِ تبكين على الحال الذي أوصلتك إليه
تلك العنوسة اللعينة.قبل ما تسترسل في السباب على الغرب العنصري، افتكر كويس إنك بتشتم
نفسك، افتكر كويس أن الله لا يغيّر ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، افتكر كويس أننا ننتج العنصرية
محلياً، وأنها ليست حكراً على الغرب.. فكيف نقاطع منتجاً لا نستورده بل نصنّعه محلياً؟!
في الإسكندرية الغربة صعبة شكل العلاقة مثلاً بين المصيّفين من جانب وأهل الإسكندرية
من جانب آخر علاقة عنصرية بمعنى الكلمة.. صدّق.. وربما أسوأ، يعني ما تعرفش إنهم
بيعتبروا المصيفين مجموعة من التتار القاهري الذي يحتل الإسكندرية ثلاثة أشهر ثم يرحل تاركاً إياها "مزبلة"
؛ بينما ينظر أهل القاهرة لكثير من أهل الإسكندرية باعتبارهم مجموعة من المرتزقة الذين يسعون لتقليب
جيوب المصيّفين بكل شكل ولون، ومهما قدّموا في المقابل من تنازلات، ما حصلش معاك موقف زي الموقف ده
فكّر كويس.أليس تأليف النكات على "الصعايدة" طائفية؟
كل شيء وله أصل، وهذا الشكل من أشكال العنصرية له خلفيات تاريخية عزّزت من موقفه ودعمته وأنضجته
بالشكل الذي نشاهده في الوقت الحالي، ولو مش مصدّق شوف معايا....
إن الإسكندرية لطالما أُطلق عليها عروس البحر المتوسط وذاع صيت أهلها في كل بر مصر،
ولطالما اعتبرت محطة أساسية لكل المهاجرين والمسافرين الأوروبين إلى مصر، فكانت بلداً عربية
الاسم أوروبية المضمون، وبالتالي النظافة والجمال أمر معتاد في الإسكندرية، وعلى مر العصور كانت
نوعية المصيفين التي تسافر إلى الإسكندرية وتحديداً في بعض الشواطئ مثل ميامي وسان ستيفانو كانت
لصفوة المجتمع القاهري، والتي لا يمكن لأي شخص أن يسافر إليها، ولكن الوضع تغير بعد الثورة،
وانهالت فئات قاهرية عديدة على المجتمع السكندري في صيف كل عام، كل بثقافته التي حملها معه
من هناك، وبالتالي أخذ أهل الإسكندرية انطباعاً عن مصيفي القاهرة بأنهم كما ذكرنا يحملون إليهم
زبالة العاصمة، ويأخذون منهم جمال الثغر.
الصعايدة يمتنعون
وإذا كان القاهري يرفض بشدة أن يزدريه السكندري بهذا الشكل، فلماذا إذن يفعل بالمثل مع أهل الصعيد
صحيح أن الطائفية في التعامل ربما تكون غير ظاهرة وغير معلنة، ولكنها معبرٌ عنها في أشكال سلوكية
أخرى مثل المبادرات المستمرة بتأليف النكات على "الصعايدة"، وفي إلصاق بعض الصفات به مثل الغباء
رغم أن هذا غير حقيقي وليس له أي إثباتات واقعية أو حتى جينية- والقاهري دائم التفاخر بأصوله القاهرية
رغم أنه لا أحد فعلياً قاهري الأصل إلا فيما ندر، وهذا التفاخر في حد ذاته ليس فيه تباهٍ بالأصول القاهرية
بقدر فيه من تنصّل من الأصول الجنوبية.. والسؤال هنا.. طب ليه؟
القاهري وأسباب اعتزازه بنفسه وازدراؤه لغير القاهري تعود بالطبع بالأساس إلى العهد الفاطمي، والاهتمام
البالغ الذي أولاه المعز لدين الله الفاطمي بالقاهرة الذي جعل منها عاصمة
مصر الجديدة، (لا مش اللي فيها الكوربة وقصر الريس)، وأسسها من العدم حتى سميت بقاهرة المعز
هذا الاهتمام تواصل واستمر في عهد الوالي محمد علي وأبنائه، وتحديداً إسماعيل الذي نجح في تحويلها
إلى قطعة من أوروبا في أسلوب البناء وتخطيط الشوارع إلى آخره، مما خلق حالة من الانبهار لدى كل
الفئات الأخرى التي تعيش في الصعيد والدلتا، وجعل من الوصول إلى مصر حلماً أشبه بحلم الهجرة
في الوقت الحالي، فتدفقوا بالملايين إلى العاصمة عبر العقود المتتالية حاملين معهم عاداتهم وثقافاتهم التي
فوجئ بها أهل المدينة وتنكّروا منها، وأصبح الانتساب إلى الجنوب فضيحة يتخلص منها أهل القاهرة
بل ويزدرونهم.
"الصعيدي" يُفضّل أن تموت ابنته على أن يتزوجها فلاح
ياكلها تمساح ولا ياخدها فلاح
هتقول لا ولكن إحنا هنقول لك آه
ليه الصعيدي بيمارس نفس القهر الطائفي مع أهل الدلتا، فإذا كان القاهري لا يمانع في إعلان هذا السلوك
الطائفي بشكل علني لأسباب تتعلق بحمية الصعيدي الشديدة، فذلك الأخير من الوارد
أن يعلن ازدراءه لأهل الدلتا بشكل علني صريح .
ومهما قيل عن العنصرية الموجودة فى مجتمعنا لن نصفها فوجودها شىء معروف
ولكن يصعب علينا الاعتراف بيه فلكل منا سلوك معين يمارسة ولو كان على حساب شخص اخر
العنصرية هي السلعة الوحيدة التي ننتجها ولا نستوردها
أنت عنصري، أيوه أتحدث إليك أنتَ أو أنتِ، أعرف أنك تأثرت جداً
وأنت تشاهد تلك الحملة الشرسة التي تمارس ضد منتقبات أوروبا،
وأعرف أيضاً أنك لعنت -بكل أنواع السباب التي لا يعاقب أو يعاقب عليها
القانون- أولئك الأوروبيين الذين يستكثرون على المسلم حقه في الحياة...
بس برضه ما يمنعش إنك عنصري...
فكّر كويس.. ماحصلش في مرة إنك منعت ضحكتك بصعوبة على شخص
أسمر البشرة في مترو الأنفاق يتحدث إلى صديقه بلغة لا تفهمها، أو مارست كل
أنواع الكوميديا على ذاك الزي الصعيدي الذي يغوص فيه هذا الجنوب
ي الذي يسير وزوجته في شوارع العاصمة مبهورين بضخامتها وازدحامها،
أو ضربت أمك صدرها بهلع عندما علمت أن شخصاً نوبياً تقدم لخطبتكِ "بكسر الكاف"
قائلة في استنكار: بنتي ما ياخدهاش... بينما أنتِ تبكين على الحال الذي أوصلتك إليه
تلك العنوسة اللعينة.قبل ما تسترسل في السباب على الغرب العنصري، افتكر كويس إنك بتشتم
نفسك، افتكر كويس أن الله لا يغيّر ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، افتكر كويس أننا ننتج العنصرية
محلياً، وأنها ليست حكراً على الغرب.. فكيف نقاطع منتجاً لا نستورده بل نصنّعه محلياً؟!
في الإسكندرية الغربة صعبة شكل العلاقة مثلاً بين المصيّفين من جانب وأهل الإسكندرية
من جانب آخر علاقة عنصرية بمعنى الكلمة.. صدّق.. وربما أسوأ، يعني ما تعرفش إنهم
بيعتبروا المصيفين مجموعة من التتار القاهري الذي يحتل الإسكندرية ثلاثة أشهر ثم يرحل تاركاً إياها "مزبلة"
؛ بينما ينظر أهل القاهرة لكثير من أهل الإسكندرية باعتبارهم مجموعة من المرتزقة الذين يسعون لتقليب
جيوب المصيّفين بكل شكل ولون، ومهما قدّموا في المقابل من تنازلات، ما حصلش معاك موقف زي الموقف ده
فكّر كويس.أليس تأليف النكات على "الصعايدة" طائفية؟
كل شيء وله أصل، وهذا الشكل من أشكال العنصرية له خلفيات تاريخية عزّزت من موقفه ودعمته وأنضجته
بالشكل الذي نشاهده في الوقت الحالي، ولو مش مصدّق شوف معايا....
إن الإسكندرية لطالما أُطلق عليها عروس البحر المتوسط وذاع صيت أهلها في كل بر مصر،
ولطالما اعتبرت محطة أساسية لكل المهاجرين والمسافرين الأوروبين إلى مصر، فكانت بلداً عربية
الاسم أوروبية المضمون، وبالتالي النظافة والجمال أمر معتاد في الإسكندرية، وعلى مر العصور كانت
نوعية المصيفين التي تسافر إلى الإسكندرية وتحديداً في بعض الشواطئ مثل ميامي وسان ستيفانو كانت
لصفوة المجتمع القاهري، والتي لا يمكن لأي شخص أن يسافر إليها، ولكن الوضع تغير بعد الثورة،
وانهالت فئات قاهرية عديدة على المجتمع السكندري في صيف كل عام، كل بثقافته التي حملها معه
من هناك، وبالتالي أخذ أهل الإسكندرية انطباعاً عن مصيفي القاهرة بأنهم كما ذكرنا يحملون إليهم
زبالة العاصمة، ويأخذون منهم جمال الثغر.
الصعايدة يمتنعون
وإذا كان القاهري يرفض بشدة أن يزدريه السكندري بهذا الشكل، فلماذا إذن يفعل بالمثل مع أهل الصعيد
صحيح أن الطائفية في التعامل ربما تكون غير ظاهرة وغير معلنة، ولكنها معبرٌ عنها في أشكال سلوكية
أخرى مثل المبادرات المستمرة بتأليف النكات على "الصعايدة"، وفي إلصاق بعض الصفات به مثل الغباء
رغم أن هذا غير حقيقي وليس له أي إثباتات واقعية أو حتى جينية- والقاهري دائم التفاخر بأصوله القاهرية
رغم أنه لا أحد فعلياً قاهري الأصل إلا فيما ندر، وهذا التفاخر في حد ذاته ليس فيه تباهٍ بالأصول القاهرية
بقدر فيه من تنصّل من الأصول الجنوبية.. والسؤال هنا.. طب ليه؟
القاهري وأسباب اعتزازه بنفسه وازدراؤه لغير القاهري تعود بالطبع بالأساس إلى العهد الفاطمي، والاهتمام
البالغ الذي أولاه المعز لدين الله الفاطمي بالقاهرة الذي جعل منها عاصمة
مصر الجديدة، (لا مش اللي فيها الكوربة وقصر الريس)، وأسسها من العدم حتى سميت بقاهرة المعز
هذا الاهتمام تواصل واستمر في عهد الوالي محمد علي وأبنائه، وتحديداً إسماعيل الذي نجح في تحويلها
إلى قطعة من أوروبا في أسلوب البناء وتخطيط الشوارع إلى آخره، مما خلق حالة من الانبهار لدى كل
الفئات الأخرى التي تعيش في الصعيد والدلتا، وجعل من الوصول إلى مصر حلماً أشبه بحلم الهجرة
في الوقت الحالي، فتدفقوا بالملايين إلى العاصمة عبر العقود المتتالية حاملين معهم عاداتهم وثقافاتهم التي
فوجئ بها أهل المدينة وتنكّروا منها، وأصبح الانتساب إلى الجنوب فضيحة يتخلص منها أهل القاهرة
بل ويزدرونهم.
"الصعيدي" يُفضّل أن تموت ابنته على أن يتزوجها فلاح
ياكلها تمساح ولا ياخدها فلاح
هتقول لا ولكن إحنا هنقول لك آه
ليه الصعيدي بيمارس نفس القهر الطائفي مع أهل الدلتا، فإذا كان القاهري لا يمانع في إعلان هذا السلوك
الطائفي بشكل علني لأسباب تتعلق بحمية الصعيدي الشديدة، فذلك الأخير من الوارد
أن يعلن ازدراءه لأهل الدلتا بشكل علني صريح .
ومهما قيل عن العنصرية الموجودة فى مجتمعنا لن نصفها فوجودها شىء معروف
ولكن يصعب علينا الاعتراف بيه فلكل منا سلوك معين يمارسة ولو كان على حساب شخص اخر
هل تريد التعليق على التدوينة ؟